السبت، 15 مارس 2014

9:12 م

"أجرة الخطية هي موت"
أقوال القديس أفراهات السرياني.

حقيقي أن "أجرة الخطية هي موت" (رو 6: 23)، "والخطية إذا كملت تنتج موتًا" (يع 1: 15).

يوجد أولئك الذين وهم أحياء أموات عن الله، فالخاطئ هو إنسان ميت، مهما ظن أنه حي وانه يتمتع بالحياة!!
إذ قد أوصي الله آدم قائلًا: (يوم تأكل من الشجرة موتًا تموت) "تك17:2".
وبعدما عصي الوصية وأكل عاش 930 عامًا، لكنه حُسِبَ (ميتًا عن الله) بسبب خطاياه.

وإذ يلزم أن أؤكد لك أن الخاطيء يدعي ميتًا حتى وإن كان يعيش فإنني أوضح لك هذا.

فإنه هكذا كتب في حزقيال النبي (حي أنا يقول السيد الرب (رب الأرباب) إني لا أسر بموت الشرير..) "حز11:33".

علاوة على هذا فقد قال ربنا لذاك الذي قال له (أئذن لي أن أمضي أولا وأدفن أبي... ) "لو59:9 ".

(دع الموتى يدفنون موتاهم. وأما أنت فأذهب وناد بملكوت الله) "لو60:9".

فكيف تفهم هذه الكلمة أيها الحبيب؟
هل رأيت قط أن أمواتًا يدفنون موتاهم؟!
أو كيف يقول الميت ليدفن ميتًا أخر؟!
ولكن اقبل هذا الشرح مني أن الخاطئ، وهو لا يزال عائشًا ميتًا من جهة الله.

ففي مثال الابن الضال، قال الآب "لأن ابني هذا كان ميتًا فعاش، وكان ضالًا فوجد" (لو 15: 24). فوصفه بأنه في حالة الخطية "كان ميتًا". ولم يصبح إلا بعد رجوعه..
والقديس بولس الرسول يقول عن الأرملة المتنعمة إنها "ماتت وهي حية (1 تي 5: 6). كما يقول عنا جميعًا "كنتم أمواتًا بالذنوب والخطايا" (أف 2: 5).
وعندما اخطأ ملاك (راعي) كنيسة ساردس، أرسل إليه الرب رسالة علي فم القديس يوحنا يقول له فيها "أنا عارف أعمالك، أن لك اسمًا انك حي وأنت ميت" (رؤ 3: 1). فالإنسان الخاطئ هو شخص ميت، لأنه انفصل عن الحياة الحقة بانفصاله عن الله، والله هو الحياة..

أما البار فإنه وإن كان ميتًا فهو حيًا في الله فإن مثل هذا الموت هو نوم كما يقول داود (أنا أضجعت ونمت ثم استيقظت) "مز4:3".

ويقول أشعياء أيضًا (استيقظوا ... يا سكان التراب النائمين في التراب) "أش19:26".
وقال ربنا عن ابنة رئيس المجمع (الصبية لم تمت لكنها نائمة) "مت24:9".

وقال لتلاميذه عن لعازر (لعازر حبيبنا قد نام لكني أذهب لأوقظه) "يو11:11".

وقال الرسول (لا نرقد كلنا ولكننا كلنا نتغير) "1كو51:15". وأيضًا قال (من جهة الراقدين لكي لا تحزنوا) "1تس13:4".
لكن يحق لنا أن نخاف من الموت الثاني (رؤ18:21، 14:20، 11:2) .
المملوء بكاء وصرير أسنان وتنهدات وبؤس حيث يكون في الظلمة الخارجية.
ولكن سيكون المؤمنين الأبرار مطوبين في تلك القيامة حيث يتوقعون الاستيقاظ ونوال المكافأة الحسنة المعدة لهم. ولكن ويل للأشرار غير المؤمنين في تلك القيامة لما سيلقون فيه إنه كان خير لهم بحسب إيمانهم الذي يملكونه ألا يقوموا،

(لأن إيمان الأشرار بالأبدية إيمان نظري لكن حياتهم واشتياقاتهم كلها قد إنصبت في محبة العالم والشهوات..)


0 التعليقات:

إرسال تعليق